معاينة الأمور بلحاظ أصولها واسترجاع القواعد العامة يساعد في فهم الأمور المعقدة قياسا على ما يجب أن تطرد إليه من هذه الأصول المعنية، فمثلا إدراك أن الإرادة كلها منحصرة بين إرادة اللذة ودفع المضرة يساعد الإنسان في الترجيح حين ما تصبح الأمور ضبابية.
- فيتم تحديد المطالب العليا
- ويراد دفع المضار القصوى
- تطلب الجنة
- تدفع النار
ثم تتداخل الأمور بعد ذلك، تطلب اللذة لقوام النفس وتدفع المضرة لحفظها ثم يوجب الاعتبار السابق بدفع الضرر الأكبر (النار) ترك بعض الملذات خوف عاقبتها وبالمثل مع اعتبار طلب اللذة القصوى(الجنة) يفضي لتحمل بعض المضرات الحاضرة وإن عُدم هذا الاعتبار الأكبر أدركت النفس أن هذا القياس مطرد في كل منفعة أكبر يصبر لأجلها وفي كل مضرة أنكى تكبح النفس عن موجباتها.
وبين عظيم اللذات المطلوبة والمضرات المستشأمة في الدنيا واللذة القصوى والضرر الأعظم في الآخرة تقاطع فإن الانسان وإن أراد الجنة فالظفر بملذات الدنيا حتمي لاحتياجه للأسباب كانت ملذات وهمية أم مادية ولأن كبار مضرات الدنيا صعب على البدن والروح فيدافعها بقدر ما يستطيع وإن رجي الأجر الموجب للظفر باللذة القصوى في البلاء.
ولهذا فإن مطلوب الانسان يشوبه الدخن والتعامل مع الناس بغير اعتبار ارادتهم للذة دنيوية بل ظن اقتصار صالحهيم على المطلوب الأعظم خطأ ولا ينفك أحد عن هذا فإن الانسان حتى في عمله لله يحب أن يستأثر بالصيت وهذه لذة وهمية ولربما انتفى ممن أعانه لدفع مضرة وهمية كذم الناس له باللسان.
ولكن عند ارجاع الأمر لأصوله ومعاينته بلحاظ طلب اللذة ودفع الألم يستبين موقف الانسان وتستبين ردة الفعل المستحقة.
اترك تعليقاً